للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما استدلاله بقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: ٩٦] [الصافات: ٩٦] .

واستدلال هذا الغبي بعطف الأعمال على ما قبله فهو يريد أن الأعمال والمخلوق مستويان في التوسل بهما، بدليل العطف، فإن كان العطف يفيد ذلك، فقد عطف تعالى ذكر (١) الملائكة والنبيين وأولي العلم من خلقه على اسمه المقدس.

فإن قلت: يدعون كما يدعى؛ لأنه قرن ذلك بلفظ واحد، فقد أتيت بكفر لم تُسبق إليه ويستحي من إبدائه كفار قريش وأمثالهم.

فنعوذ بالله من هذا الفهم الضال، والإلحاد في كتاب الله، والكذب على الله. وفي الحديث: " «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» " (٢) وهذا الفهم الضال يستحي العاقل من حكايته، لولا الحاجة إلى رده، وفي قوله: (وقد قرن ذلك) من سوء التعبير ما يطلعك على جهل هذا المتكلم.

والعطف إنما يقتضي التشريك في الفاعلية، أو المفعولية أو (٣) المجاورة ونحو ذلك، وأما اشتراك المتعاطفين في جميع الأحكام الخارجة عما سيق له الكلام، فهذا (٤) إنما يقوله من هو أضل من الأنعام،


(١) في (ق) و (م) و (المطبوعة) : "ذكره".
(٢) أخرجه أبو داود (٣٦٥٢) ، والترمذي (٢٩٥١) وتقدم.
(٣) في (ح) و (المطبوعة) : " و".
(٤) في (ق) : (فهو) .

<<  <  ج: ص:  >  >>