للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو طردناه لاتسع الخرق في المكفرات، وخرجنا عن الموضوعات والمعقولات إلى جهالات وعمايات لا يمكن حصرها.

وأما قوله: (فهل ترى أعمال بني آدم أفضل عند الله من ذات سيد البشر) .

فهذا الكلام كلام جاهل، فإن ذات سيد البشر صلى الله عليه وسلم داخلة في عموم بني آدم، وفضلها لِمَا خصت به من الرسالة والإيمان الكامل، الذي لا أكمل منه، وغير ذلك من المواهب والتوفيق للأعمال الصالحة.

ثم التوسل بذاته يتوقف على المشروع، كالإيمان به ونصرته ومتابعته، فهذا هو الوسيلة العظمى.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: ٣٥] [المائدة: ٣٥] .

أما سؤال الله به، وترك متابعته، والخروج عن شريعته: فهذا (١) حال المعرضين عن الإيمان به، وبما جاء به، والعبادات مبناها على الاتباع؟ ولذلك صار عمدة من أجازه (٢) حديث الأعمى، ولم يتجاوزه إلى غيره من الأقيسة والخوض بلا علم، وحديث الأعمى قد (٣) تكلم فيه أهل [١١٢] ، الحديث ولم يصححوه كما تقدم؟ لأن فيه من لا يُحتج به، ولذلك (٤) توقف ابن عبد السلام في صحته وقال: "إن صح الحديث (فيجوز ذلك


(١) في (ق) : "وهو ".
(٢) في (ح) : (أجاز) .
(٣) ساقطة من (ق) و (م) .
(٤) في (ح) : " وبذلك ".

<<  <  ج: ص:  >  >>