للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد عرف كل أحد حتى العذارى في خدورهن أن شيخنا رحمه الله إنما يريد عباد القبور الذين يجعلون مع الله آلهة أخرى، ويسألونهم (١) قضاء حاجاتهم، وتفريج كرباتهم، ويفزعون (٢) إليهم في الشدائد (٣) والمهمات، وهذا المفتري يجعلهم الأمة الظاهرة القائمة.

فويل لمن نصر هذا الشرك وأثنى على أهله، وضلل من أنكر عليهم أو كفرهم كما فعل هذا الضال، والله سبحانه هو الموعد (٤) وإليه المنتهى. وأما قوله: (غايته أن يكون جائزا أو مستحبا قد فعله السلف والخلف) .

فيقال لهذا الملحد: أين عن السلف والخلف فعل عبادة القبور ودعائها والاستغاثة بها وندائها بالحوائج، وكَتْب الرقاع بذلك ودَسّها في القبور؟ أوجدنا حرفا عن أحد من السلف والخلف، خواصهم وعوامهم يحقق ما زعمت، ويدل عليه، فإن لم تفعل- ولن تفعل- فهذي نصوصهم ظاهرة مشتهرة في المنع من ذلك، والتغليظ فيه، وتكفير فاعله. وقد مر من النصوص ما يثلج الصدور، ويدرأ في نحور أهل الكذب والزور.

وقد نص ابن القيم في إغاثته (٥) على أن أصل شرك العالم هو دعاء


(١) في (ق) و (م) : "ويسئلونه".
(٢) في (ح) : "ويقرعون ".
(٣) في (ق) : "الدوائر".
(٤) في (ق) و (م) : "المدعو".
(٥) انظر: "إغاثة اللهفان" (٢ / ٢٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>