للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو كرهه كأبي العباس، وقد يكون له قصد في ذلك (١) حسنا، ومع ذلك لم يكفر به ولم يفسق به، كما يقوله هذا الرجل، بل لم يكفر من سأل النبي صلى الله عليه وسلم في قبره واستشفع به، كما سنذكر قوله في ذلك بحروفه، حتى إنه رحمه الله حاول الفرق بين ما جمعهما الله في لفظ واحد: الذات الصالحة والعمل الصالح، فلم يستطع على إخراج ذلك ببرهان بين؛ بل الآثار والنظر والقياس الصحيح يعطي رفعة الذات على العمل، والاعتبار بما عند الله من الكرامة والإكرام ومع ذلك قوله مع الجماعة أحب إلينا كما ذكرناه ونذكره عنه) .

والجواب أن يقال: " «المتشبع بما لم يُعْط كلابس ثوبي زور» " (٢) ؛ أين أنت ومعرفة الآثار والنظر والقياس؟ وقد التبس عليك الإيمان بالشرك، وخفي عليك أشد خفاء والتباس، ولفظك من الأدلة على جهلك، وقد أبقيناه برمته وما فيه من اللحن في اسم كان، وتثنية ضمير الموصول المفرد، وتعدية الاستطاعة بعلى وغير ذلك مما يدل على جهلك وإفلاسك:

لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يعانيها

والشيخ لم يكفر به (٣) ولم يفسق، وقد خاب من افترى.

وأما قولك: (إن الشيخ تقي الدين لم يكفر من سأل النبي صلى الله عليه وسلم في


(١) في (ق) و (م) : "في ذلك قصدا".
(٢) هذا لفظ حديث صحيح أخرجه البخاري (٥٢١٩) ، والترمذي (٢٥٣٤) ، وأحمد (١٦٧ / ٦، ٣٤٥) .
(٣) ساقطة من (ح) و (ق) و (م) .

<<  <  ج: ص:  >  >>