للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلاَّ نفسي، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «أمتي أمتي» ) .

والجواب أن يقال: قول الشيخ: (إنَّ أشياء من أنواع الشرك الأكبر قد يقع فيها بعض المصنفين الأولين) قول صحيح، يدلّ عليه الكتاب والسنَّة والواقع والاستقراء، وقد خفي على قوم موسى عليه السلام وعلى أبي واقد الليثي وأصحابه ما طلبوه من أنبياء الله، فكيف لا يخفى أو (١) لا يقع ممن لا نسبة بينه وبينهم؟ قال تعالى عن قوم موسى (٢) {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: ١٣٨] [الأعراف -١٣٨] .

«وقال أبو واقد الليثي وأصحابه للنبي صلى الله عليه وسلم: " اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط "، فقال صلى الله عليه وسلم: "قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم أَلهة» (٣) فإذا وقع ذلك من أولئك الأخيار ورسلهم بين ظهرانيهم، فكيف يُستبعد أو يُنكر وقوعه (٤) ممن هو دونهم في كل فضيلة وكل علم وكل دين؛ بل يستحي (٥) العاقل من طلب المقابلة، فكيف بالمماثلة والمقاربة؟ وفي الحديث: " «اتقوا زلَة


(١) في (ق) و (م) : " ولا ".
(٢) عن قوم موسى " ساقطة من (ق) و (م) .
(٣) أخرجه الترمذي (٢١٨٠) ، وقال حسن صحيح، وأحمد (٥ / ٢١٨) ، والبيهقي (٦ / ٣٤٦، ١١١٨٥) .
(٤) ساقطة من (ق) .
(٥) في (ح) : " استحى ".

<<  <  ج: ص:  >  >>