للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتوجه إليه في الحوائج والملمات، فبين هدى الصحابة وأهل العلم، وفعل هؤلاء الضُّلاَّل كما بين المشرق والمغرب. شتَّان بين مشرق ومغرب.

هذا لو فرضنا صحة هذه الكلمة، فكيف (١) والأمر بخلاف ذلك، وفي نفس هذا الأثر الذي أورده ما يرد عليه من وجوه.

منها: قوله: "اللهمَّ فأبلغه عنا"، فإذا سأل الله أن يبلغ نبيه عنهم فكيف يقول بعدها: "اذكرنا يا محمد عند ربك "، وهل هذا إلاَّ عكس ما قبله، ومن دون أبي بكر يتحاشى العاقل من نسبته إليه، فكيف بصدِّيق الأمة؟ وقد ثبت في الصحيح وغيره أن الشهداء قالوا: "ألا بلّغوا عنا قومنا أنَّا قد لقينا ربنا، فرضي عنا وأرضانا" (٢) ولم يأتِ أحد من أصحاب [١٣٢] رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شهيد من الشهداء يطلب منه أن يبلغ عنه ربه، وهم أجلّ وأفقه من ذلك، فكيف بالصدِّيق رضي الله عنه؛ فإذا جاءت السنَّة بأنَّ الله هو الذي (٣) يبلغ عمَّن عنده من الشهداء، فكيف تعكس القضية ويجعل النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يبلغ ربه؟

والمشهور والمعروف في اللغة أن الإبلاع إنما يستعمل في من رفع إليه وبلغ ما ليس عنده.

قال تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: ١٩] [الأنعام -١٩]


(١) ساقطة من (ق) .
(٢) أخرجه البخاري (٣٠٦٤) ، ومسلم (٦٧٧) ، وأحمد (٣ / ١٠٩، ٢١٠، ٢١٥، ٢٥٥) ، والبيهقي (٩ / ٢٢٥، ١٨٦٠٢) .
(٣) " هو الذي " ساقطة من (ق) .

<<  <  ج: ص:  >  >>