للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند البخاري، واستغفاره شفاعته لأمته قد أخبر أنه في ( «البرزخ إذا عرضت عليه أعمال أمته يستغفر لمن رأى في عمله شرا» (١) وهل) (٢) استغفاره إلاَّ شفاعته؟ ثم ذكر حديث أنس وأنه صلى الله عليه وسلم يُخْرِجُ من النار حتى لا يبقى إلاَّ من حبسه القرآن (٣) .

والجواب أن يقال: قد أجاب شيخنا رحمه الله عن هذه المسألة في "كشف الشبهة (٤) .

قال رحمه الله (٥) (فإن قال- يعني المشرك الذي يدعو الصالحين-: إن الله أعطاه الشفاعة، وأنا أطلبه مما أعطاه الله، فقل له: إن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن دعائه) وساق رحمه الله من الآيات ما يستدلّ به على تحريم دعاء الأنبياء وغيرهم.

وهذا هو جوابنا عما احتج به المعترض هنا، وهو الجواب السديد.

وقد وكل الله بما يقضيه ويقدِّره من الموت والحياة، وإنزال المطر، وإنبات النبات، وحفظ بني آدم، وغير ذلك ملائكة يدبِّرون ذلك، ويباشرونه بحكمته، ودعاؤهم مع ذلك مجمع على تحريمه، وأنه من الشرك الأكبر، فأي فرق بين هذا وهذا لو كانوا يعلمون؟


(١) لم أقف عليه، والصحيح المشهور هو عرض الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في البرزخ، فصلاتنا عليه معروضة عليه ويردّ سلام من سلم عليه.
(٢) ما بين القوسين ساقط م (ح) .
(٣) أخرجه مسلم (١٩٣) ، وابن ماجه (٤٣١٢) .
(٤) في (المطبوعة) : " الشبهات "، وهو الاسم المطبوع به الكتاب.
(٥) انظر" كشف الشبهات " ص (٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>