للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال (١) "فهؤلاء الضالون وهذا الرجل الذي خالفهم المهتدي، وقد أجمعت الأمة أنها لا تجمع ولا (٢) تجتمع على ضلالة.

والجواب أن يقال: ليس فيما ذكر المعترض من رواية بعض الناس للبردة ما يدل على استحسانها، وأنها حق لا باطل فيه، وقد روى الناس من الأحاديث المكذوبة والحكايات الموضوعة ومقالات الجهمية، وكتب الاتحادية ما لا يخفى ضلاله وبعده عما جاءت به الرسل، فإن كانت الروايات والنقل يدلّ على الصحَّة والصواب فلتكن هنا، وإلا بطل الاحتجاج برواية من ذكر (٣) لهذه المنظومة، وتلقِّيهم لها، وما المانع أن يخفى على من ذكر ما فيها، وقد خفي على من هو أجل منهم وأفضل بإجماع الأمة أن اتخاذ الأشجار للتبرُّك والعكوف من التأله بغير (٤) الله، فقالوا لنبيهم " صلى الله عليه وسلم: "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط (٥) " (٦) وقد تقدَّم قول شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس في ابن النعمان، وأمثاله من الشعراء (٧) وقول بعضهم:

يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي عمر

ينجيكمو من الضرر


(١) ساقطة من (ح) .
(٢) "لا" ساقطة من (ق) و (ح) .
(٣) في (ق) : "ذكروا".
(٤) في (ق) : "لغير".
(٥) "كما لهم ذات أنواط " ساقطة من (ح) .
(٦) انظر تخريجه ص (٣١٠) ، هامش ٣.
(٧) انظره في ص (٣١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>