للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا قاله أناس ممن يدَّعى الإسلام ويرى جواز مثل هذا، وأنه لا ينافي ما جاءت به الرسل من توحيد الله وإخلاص الدين له، وأبيات البردة أبْلغ وأعظم شركاً من هذا الذي ذكره الشيخ.

ثم ما الحجة في طائفة محصورة قليلة لو سلمنا لهذا ما ادعاه من [٤٢١] علمهم؟ وما المانع من (١) أن يغلط العالم ويزل؟ ثم (٢) أي أحد قال بأن فعل بعض الناس يكون حجة في مسائل النزاع؟ ولو قيل بهذا لمدت الاتحادية والحلولية (٣) والجهمية والمعتزلة أعناقهم، وقالوا: من يروي مقالتنا ويحكيها (٤) ويقرّرها أكثر عدداً وأشهر سنداً. ولم يسبق هذا الجاهل إلى الاحتجاج بمثل من روى البردة، وأي رجل من هؤلاء الذين ذكر له قول أو وجه يرجع إليه في جزئيات الأحكام ومسائل الفروع؟ فكيف يحتجّ به في نسبة علم الغيب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الدنيا والآخرة من جوده (٥) وأنه لا عياذ ولا ملاذ سواه، وأنه يُدْعى ويقصد لذلك؟

وأبلغ من هذا كله أن المعترض جعل أهل روايتها هم أهل الصراط المستقيم، (وهم أهل الهداية المشار إليهم في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: ٦] [الفاتحة: ٦] (٦) .


(١) ساقطة من (ق) و (م) .
(٢) في (ق) : "و".
(٣) في (ق) : " الحلولية والاتحاديّة".
(٤) في (ق) : "فيحكيها".
(٥) في (ح) : " موجوده".
(٦) ما بين القوسين ساقط من (ق) .

<<  <  ج: ص:  >  >>