للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن الصلاة لا تصح إلا بسؤال الهداية إلى سبيلهم، يعني سبيل أهل البردة، وهذه هي الطامة الكبرى، والقولة الضالة العمياء، أين الأنبياء والمرسلون، أين الصديقون والشهداء والصالحون؟ أين من جرَّد التوحيد لله العزيز المجيد (١) ولم يتَّخذ وليَّا من دونه، ولم يجعل له مفزعاً وموئلا يرجع إليه في مهماته وحاجاته غير فاطر السماوات والأرض؟ أين من أخذ بقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: ١٨٦] [البقرة: ١٨٦] .

ولم يلتفت إلى غير إلهه السميع المجيب؟ أين (٢) من عضَّ بالنواجذ على ما دلَّ عليه حديث ابن عباس: " «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله» " (٣) أين من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يسأل الناس شيئا (٤) أين من أخذ بقوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: ٥٩] [الأنعام: ٥٩] .

وبقوله: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: ٦٥] [النمل: ٦٥] .

أين من يقول: ما خلقت السماوات والأرض والدنيا والآخرة إلا بالحق؟ الذي هو معرفة الله وإسلام الوجوه له؟ ولتجزى كل نفس بما كسبت؟ .

سبحان الله!! ما أغلظ حجاب هذا المعترض عن معرفة ما جاءت به


(١) في (ح) و (م) : "الحميد".
(٢) في (المطبوعة) : "أي".
(٣) أخرجه الترمذي (٢٥١٦) ، وأحمد (١ / ٢٩٣، ٣٥٣) ، والطبراني في الكبير (١٢ / ٢٣٨، ح١٢٩٨٨) .
(٤) ثبت ذلك في حديث ثوبان، أخرجه أبو داود (١٦٤٢، ١٦٤٣) ، وابن ماجه (١٨٣٧) ، وأحمد (٥ / ٢٧٧) ، والحاكم (١ / ٥٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>