للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوده (١) -صلى الله عليه وسلم- ومن فيض كرمه، هذا محل النزاع، فأخذ الغبي يستدل على ذلك بما لهم من الكرامة (٢) والحياة التي هي فوق حياة الشهداء، وأن عيسى يحيي الموتى ونبينا -صلى الله عليه وسلم- أفضل منه، وقصده أنه يدعى لمثل ذلك، وما هو أبلغ منه، والنصارى احتجُّوا على دعاء عيسى وعبادته وإلهيته بهذه الحجج [الداحضة] (٣) وأمثالها، فنعوذ بالله من الخسران.

صار قصارى أمر هذا الرجل وغاية دينه، أن يحتج بالمعجزات والكرامات على دعاء غير الله، اللهمَّ (٤) مقلِّب القلوب ومصرفها صرِّف قلوبنا إلى طاعتك وتوحيدك والإيمان بك وبرسلك.

وأما قوله: (أفيظنهم هذا الرجل أمواتا) . فعبارة جاهل لا يفرّق بين حياة الأنبياء والشهداء بعد الموت، وحياتهم في الدنيا، فظن الغبي أنها هي الحياة الدنيوية؛ (ولذلك نفى الموت، والله تعالى يقول: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: ٣٠] [الزمر -٣٠] .

[١٥٦] والحياة) (٥) البرزخية تجامع الموت ولا تنافيه كحال الشهداء.

وقد تقدم أنَّ هذا الرجل أشبه برجال (٦) الجاهلية الأولى، لم (٧)


(١) في (ق) : " وجوده ".
(٢) في (ق) : " الكرامات".
(٣) ما بين المعقوفتين إضافة من بقية النسخ.
(٤) في (ح) و (المطبوعة) زيادة: "يا".
(٥) ما بين القوسين ساقط من (ق) .
(٦) في (المطبوعة) : "ألصق الناس بـ".
(٧) في (ح) و (المطبوعة) : " ولم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>