للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشفاء المريض، وإنبات النبات وطلب الذرية، ونحو ذلك، وكذلك قصد غيره بالعبادة من دونه تبارك وتعالى.

كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} [الأنعام: ١٦٢ - ١٦٣] [الأنعام -١٦٢، ١٦٣] .

والجواب أن يقال: قاتل الله من أفَّك عن دينه وتوحيده (١) وما جاءت به الرسل من عنده، من الإيمان والإسلام وإفراده بالطاعة والعبادة، ورضي الله عمن دعا إلى توحيده وأمر بطاعته، ونهى عن الشرك به، واتخاذ الأنداد له، وأن تصرف الوجوه إلى (٢) غيره عبادة واستغاثة وتوكلا ورجاءً.

وحاصل كلام هذا الرجل وتقريره (٣) أن الطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو غيره ممن له شفاعة أو قرب وجاه (٤) يسوغ ولا يكره ولا يحرم؛ لأنه ليس بشرك، بل هو من جنس سؤال الأحياء من (٥) الآدميين ما يستطيعونه من الأسباب العادية، وهذا هو المقصود له من ردِّه واعتراضه من أول رسالته، ولم ينكر على شيخنا سوى تجريد التوحيد، وإفراد الله بالقصد والعبادة، والخصومة في هذا قديمة ليس هذا أول قائل بدعاء [١٥٧] الموتى والاستغاثة بهم، وطلب الحوائج منهم (٦) والمهمَّات من جهتهم،


(١) في (المطبوعة) زيادة: "وصده عن سبيله".
(٢) في (ق) : "إليه".
(٣) في (ح) و (المطبوعة) : " تقريره".
(٤) في (ق) : "أو جاه".
(٥) ساقطة من (ق) .
(٦) ساقطة من بقية النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>