للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا (١) يدل على ما ادعاه هذا المبطل، وظاهر كلامه خلاف هذا الذي ذكرنا، وأنه يريد ليحصل لهم النفع بدعائه -صلى الله عليه وسلم- الشفاعة منه بعد مماته، ومن قصد هذا وزعم أن الرسول أراده بقوله: " «يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا» " فقد ألحد (٢) في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحرَّف كلامه، وأخرجه عن موضوعه (٣) (إلى نقيضه وعكسه، وهذا من أعظم الجهل وأضله) (٤) . ومن فهم من أدلة التوحيد نقيض ما دلَّت عليه فقد جاءته الآفة والبلية من جهة موت قلبه أو مسخه: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة: ٤١] [المائدة -٤١] .

وأما إعطاء الله له ما يرضيه: فهذا وعد صدق، والله لا يخلف الميعاد. والمفسِّرون اختلفت أقوالهم في هذا، وعلى القول بأنه الشفاعة، فهو من الأدلة على أن الله هو المالك لها، المتصرف فيها، وأنه لا يدعى لها (٥) أحد سواه.

وأما كون المؤمنين تنفعهم شفاعة الشافعين: فهذا أيضا ليس فيه دليل لهذا المبطل بوجه من الوجوه، والنزاع في غير هذا (٦) .


(١) في (ق) : "ما".
(٢) في (ح) : "حد".
(٣) في (ق) : " موضعه ".
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ق) .
(٥) في (ق) : " إلها ".
(٦) في (ق) : (غيره) .

<<  <  ج: ص:  >  >>