للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قوله: (فالمقصود لا أغني عنكم من الله شيئا إن لم تؤمنوا، وأنهم إن آمنوا أغنى عنهم) . فقد كَذَب هذا المعترض على رسول الله (١) -صلى الله عليه وسلم- بنسبة هذا التأويل إليه، وكلامه -صلى الله عليه وسلم- عام شامل، وبعض من خوطب بهذا الخطاب قد آمن بالله ورسوله، كفاطمة وبعض بني هاشم وبعض قريش، ولو كان المراد ما زعمه هذا المبطل لم يحسن خطاب المؤمنين بهذا، ولعد مثل هذا الكلام لهم، وهو (٢) قوله: " «لا أغني عنكم من الله شيئا» "، إذا كان يغني (٣) بزعم هذا الجهول الضال فسبحان من طبع (٤) على قلبه حتى اقتحم على الجناب النبوي ومقام الرسالة، ونسب إليه ما قد برئ منه بشهادة الله وملائكته وأولي العلم من خلقه.

وبهذا الكلام والتحريف ضل أهل الكتاب ومن (٥) قبلهم، ونسخت أديان الأنبياء، وظهر الشرك في الأرض وفشا، فنعوذ بالله من الضلال بعد الهدى.

وقد ذكر شيخ الإسلام عن بعض أهل الإنجيل أنه قال في بعض نصائحه عما يوقع في المحرمات وكبائر الذنوب: (إنَّ المبالغة في تعظيم العباد، وتنزيلهم فوق منازلهم يوقع في الشرك بالله؛ وعبادة (٦) سواه) ، ذكر


(١) في بقية النسخ: "الرسول".
(٢) "هو" ساقطة من (ق) .
(٣) في بقية النسخ زيادة: "عنهم- خبرا غير مطابق وقولا غير موافق، لأنه يغني".
(٤) في (ق) : "طبق".
(٥) في (ق) : (من) .
(٦) في (ح) و (المطبوعة) زيادة: "ما".

<<  <  ج: ص:  >  >>