للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرة بعد المرة أفيستحيل مؤمن، أو عاقل، أو جاهل أن يلمز (١) أحد من المهاجرين، أو من مسلمة الفتح، أو من (٢) بعدهم من المؤمنين بما سلف في مكة من الشرك بالله رب العالمين؟ فاحكم أيها السامع المنصف بيننا وبين هذا الرجل الذي يتأوَّل فينا قوله تعالى: {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: ٧٨] [النساء: ٧٨-٧٨] .

وقد رفعت إليك الخصومة وجاء كل بحجته، عسى أن يوفق لهما (٣) صاحب سنَّة، وصاحب صناعة يحكم بالحق، ويفصل النزاع، فقد طال اعتراض هؤلاء الجهلة، وتمادوا في غيهم وضلالهم، فالله المستعان.

ثم قال: (ومن ذلك الذي نحن بصدده حديث الأعمى الذي صحَّحه الترمذي وغيره من حديث عثمان بن حنيف (-رضي الله عنه- الذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- إياه. وفيه النداء بغيبته، ففتح الله له عينيه، فجاء إليه كأن لم يكن به بأس. وعلمه عثمان بن حنيف) (٤) رجلا في خلافة عثمان، وكانت له حاجة فتيسرت حاجته، فالكل من عند الله تعالى في الحقيقة، وهو -صلى الله عليه وسلم- سبب يكرمه الله بذلك، فما ذنب صاحب البردة -رحمه الله- في قوله: يا أكرم الخلق؟ (أليس هو بأكرم الخلق) (٥) على الله؟ .

ثم قال: (وروى الحاكم بإسناده عن عمر بن الخطاب -رضي الله


(١) ساقطة من (ق) .
(٢) ساقطة من (ح) .
(٣) في (ق) : "لها".
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ق) .
(٥) ما بين القوسين ساقط من (ق) .

<<  <  ج: ص:  >  >>