للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" «الدعاء مخ العبادة» " (١) . والمعترض مخاتل (٢) متلاعب بدين الله، وسيجزيه الله على ذلك ما يستحقه وتقتضيه حكمة الرب في مجازاة أمثاله.

وأما قوله (٣) (وليس ما ذكرنا استدلالا منا على ذلك لا إثباتا ولا (٤) نفيا) . فهذا كذب يناقض ما قبله، فإنه أثبت ما في أبيات البردة وقرَّره، وساق ما يزعم أنه يشهد له، وأن الطلب من الأموات والغائبين بقصد الشفاعة (جائز وارد، ونفى ما استدرك عليه الشيخ من تحريم دعاء الأموات الشفاعة) (٥) أو غيرها (٦) وزعم: (أن من قال: هذا من الشرك. فقد كفَّر الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، القائمين بدين الله) ، وأكثر من هذا النوع وأسهب فيه، كما مر (٧) . وهنا يقول: " ليس ما ذكرنا استدلالا منا على ذلك، لا إثباتا ولا نفيا". فالرجل لا يعقل ما يتكلم به، وشيخنا لم يكفر الأمة وعلماءها حتى صاحب البردة وإنَّما تكلَّم فيما دلَّ عليه كلامه واقتضاه نظمه وخطابه، وعلماء الأمة ليسوا (٨) من هذا الضرب الغالين في الأنبياء والصالحين، وهذا الرجل ما عرف العلم ولا العلماء، ولا مسمى


(١) تقدم تخريجه، انظر: ص (٣١٣) ، هامش ٣.
(٢) في (ق) : (مخامل) .
(٣) في (م) : (وأما له) ، وهو سهو.
(٤) "لا" ساقطة من (م) .
(٥) ما بين القوسين ساقط من (ق) و (م) .
(٦) في (ق) و (م) زيادة: "وما".
(٧) في (ق) : "ترى".
(٨) في (ق) : "ليس".

<<  <  ج: ص:  >  >>