للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخلاص (١) الدعاء لله في طلب الشفاعة وغيرها، وأنه لا يعلم الغيب إلا الله فهو جاهل عنده بمعنى "لا إله إلا الله"، وأبو جهل وناديه أعلم (٢) منه بمعناها، وما دلَّت عليه على زعم هذا المعترض.

ثم أخذ في إظهار هذا لإِخوانه وشيعته، ممن غمص بالنفاق (٣) وكراهة شيخنا، وبغض ما جاء به، ولم يطلع عليه أهل التوحيد الموافقين للشيخ في ذم الشرك والتنديد (٤) فأي نصيحة حصلت والحالة هذه؟ وأي بيان وقد خصَّ به أهل النفاق والدعاء إلى الشرك بالله ودعاء سواه؟ كما أرسل نسخة من هذا الإفك إلى خدنه داود بن جرجيس.

ثم لو فرض أنه قصد النصيحة، فذلك يدل على جهله المركب (٥) بدين الله وشرعه، وما جاءت به رسله، وأن قلبه في غلاف أو مصفَّح لا يعرف الحق ولا يدريه، وليس كل من ادَّعى النصح تقبل دعواه، ولا يحكم بالْإِصابة والتسديد لكل من سُلِّمت له دعواه، وقد تقرر (٦) بين أهل العلم أن الجهل نوعان: مركب، وبسيط. والمركب أغلظ وأشد وأقبح من البسيط؛ لأن صاحبه يرى أنه من أهل العلم والرشد والهدى، وهو في الحقيقة من أهل الجهل والغي (٧) والضلال والعمى (٨)


(١) ساقطة من (ق) .
(٢) في (ق) و (م) زيادة: "عنده".
(٣) في (الأصل) و (المطبوعة) : "النفاق".
(٤) في (الأصل) : "التسديد"، وفي (ق) : "والتشديد"، وكلاهما خطأ.
(٥) في (ح) : "مركب".
(٦) في (ح) : "تقدير".
(٧) في (ح) و (ق) و (المطبوعة) : "والبغي".
(٨) في (ق) و (م) : "والعمى والضلال".

<<  <  ج: ص:  >  >>