للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو كافر أو عارف أو مجنون؟) إلى أن قال: (وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسل، ثم بعد ما عرفه سبَّه، ونهى الناس عنه وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفِّره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك) .

قال رحمه الله في رسالته للشريف (١) (وأما الكذب والبهتان مثل قولهم: أنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دشه، وأنا نكفر من لم يكفر ومن (٢) لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، وكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسو له.

وإذا كنا لا نُكَفِّر من عَبَدَ الصنم الذي على " عبد القادر "، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما؛ لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا، ولم يكفر ويقاتل؟ (٣) سبحانك هذا بهتان عظيم) .

فإذا كان هذا كلام الشيخ رحمه الله فيمن عبد الصنم الذي على القبور إذا لم يتيسر له من يعلمه ويبلغه الحجة، فكيف يطلق على الحرمين: إنها (٤) بلاد كفر؟ والشيخ على منهاج نبوي وصراط مستقيم، [٢٣] ، يعطي كل مقام ما يناسبه من الإجمال والتفصيل.

وأما تسمية عبد الرزاق وجعفر مهاجرين، فقدوم هذين الرجلين بعد


(١) انظر: " الدرر السنية " (١ / ١٠٤) .
(٢) سقطت " من " من (م) .
(٣) سقطت " ولم يكفر ويقاتل " من (ق) .
(٤) سقطت " إنها " من (ق) .

<<  <  ج: ص:  >  >>