للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ بعدة سنوات فلا يجوز نسبة هذا إليه؛ بل هو كذب ونقض لعهده الذي جعل على نفسه، ويل أمه!! ما أكثر غدره، وما أقلَّ وفاءه.

على أن هذا لا يعاب به الشيخ، وهو جارٍ على قانون العلم وأصوله، فمن ترك بلدًا يظهر فيها الشرك أو البدع أو الفسوق وهجرها لذلك فهو مهاجر، شاء الشيطان أم أبى، وقد خرج من المدينة خلق لما حصر عثمان ووقعت الفتنة، والفقهاء ذكروا وجوب الهجرة على من لم يقدر على إظهار دينه أو خاف الفتنة، وقد سئل بعض الصحابة فقيل له: أين أنت أيام الفتنة - يعني فتنة مقتل عثمان وما بعده - فأنشد:

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسان فكدت أطير (١) .

وأما قوله: (كما قيل (٢) حصد هوى وغَمِّر مَاش) فهذا الأحمق قد بحث عن حتفه بظلفه، وفتح على نفسه باب المناقشة، وصاحب الهوى هو الذي يرتكب ما يهواه، ولا يرده عن القبائح راد، ولا يمنعه عن شهواته مانع من عقل أو دين، فحينًا ينتسب إلى المسلمين، ويدَّعي أنه على الملة موافق [لهم] (٣) في العقيدة ويتزين بشرح بعض مصنفات الشيخ، وتارة يرجع عن هذا كله، وينقلب على وجهه، ويأخذ في سبّ الشيخ وأتباعه، (٤) (ويجمع من


(١) لم أجد أحدًا ذكر هذه القصة إبان فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، والذي وقفت عليه: أن هذه القصة حدثت للشعبي حين سأله أحدهم قائلًا: أين كنت يا عامر يوم فتنة الأشعث؟ قال: كنت حيث يقول الشاعر: عوى الذئب. . . فذكره. انظر: (منهاج السنة) (٤ / ٥٢٩) .
(٢) سقطت " قيل " من (س) .
(٣) ما بين المعقوفتين إضافة من (ح) .
(٤) من هنا ساقط من (ق) .

<<  <  ج: ص:  >  >>