للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعدُونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " «إنهم النُزَّاع من القبائل» " (١) انتهى.

وأما قول المعترض: (ونحن لا نقول بذلك من تكفير الأمة، ولا أنه الذي أظهر دين اللِه ورسوله، بل هو قبله ظاهر قاهر لا يضرّه من (٢) خذله إلى يوم القيامة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما) .

فيقال: تكفير الشيخ للأمة قد تقدَم البيان في أنه من (٣) أوضاعكم وأكاذيبكم، وتقدَّم نصه بنقل العدول في البراءة منه.

وأما عدم (٤) قولك بأنه الذي أظهر دين الله ورسوله، فنعم؛ أنت لا تقول به، ولا يقول به من أعمى الله بصيرته وتحيَّر في ظلمة الجهل والطبع والهوى، فشكَّ في واضحات العلم (٥) وضروريات الهدى، وهذا الضرب من الناس لا يلتفت إليهم، ولا يعدون إذا عُدَّ (٦) أهلُ العلم والإيمان، بل هم همج رِعاع لم يستضيئوا بنور العلم، ولما يلجأوا إلى رُكن وثيق، أقربُ شبهاً بهم الأنعام السارحة، وإنما يعرف الحق والفضل ذووه من أهل العلم بالله ودينه، الذين ينظرون بنور الله،


(١) أخرجه ابن ماجه (٣٩٨٨) ، وأحمد في المسند (١ / ٣٩٨) ، والدارمي (٢٧٥٥) ، وأبو يعلى (٨ / ٣٨٨) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
(٢) ساقطة من (ح) .
(٣) في (م) و (ق) : "قد تبين أنه من".
(٤) ساقطة من (م) و (ق) .
(٥) ساقطة من (ق) .
(٦) في (ق) : (إذا أن عد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>