للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يخرج (١) أنت في جواري " (٢) فمضى على ما كان يصنع من الجهر بالقراءة (٣) وإظهار دينه، وهذا هو مراد الشيخ، وهو الدليل على وجوب التصريح بعداوتهم، فترك المعترض هذا كله، وظن أن إجارة ابن الدغنة تقتضي (٤) عدم العداوة من أبي بكر، وأنه يوالي ابن الدغنة، فما أضلَّ هذا الفهم، «وقد دخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في جوار المطعم بن عدي» (٥) أترى هذا يقتضي موالاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم له (٦) وعدم التصريح بعداوته؟ فكأن الرجل المعترض نبطي لا يفهم موضوع الكلام ولا يحسن الاستدلال، فيستدل بالشيء على ضد ما يدل عليه.

ولقد أنسانا بجهله ما سمعناه عن إخوانه الجاهلين، وما أحسن ما قال مجاهد رضي الله عنه (٧) في قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: ٢٤] [الأنفال / ٢٤] .

قال: "حتى يتركه لا يعقل ".


(١) في (س) : " لا يخرج ولا يُخرج ".
(٢) أخرجه البخاري (٢١٧٥) ، وأحمد (٦ / ١٩٨) ، وعبد الرزاق (٥ / ٣٦٨) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء (١ / ٢٩) ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٤ / ٧٦٦) من حديث عائشة رضي الله عنها، وانظر: " الاستيعاب " (٢ / ٤٩١) ، و " السيرة النبوية " (٢ / ٢١٧) .
(٣) في (ق) : " بالقرآن ".
(٤) في (ق) : " تقضى ".
(٥) أخرجه الطبري في التاريخ (٢ / ٣٤٧، ٣٤٨) . وراجع: مغازي ابن إسحاق وسيرة ابن هشام (٢ / ١١، ١٢، ١٣) .
(٦) ساقطة من (م) و (ق) و (س) .
(٧) "رضي الله عنه" ساقطة من (ق) .

<<  <  ج: ص:  >  >>