وعرفها البلاغيون بقولهم: الكناية لفظ يطلق ويرأد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي. تقول: هو واسع الصدر، أي حليم. ويجوز وأن يكون واسع الصدر حقا. وتقول: هي نؤوم الضحى، أي مترفَة. ويجوز أن تكون نؤوم الضحى فعلاً.
[أقسام الكناية]
تنقسم باعتبار المكني عنه إلى ثلاثة أقسام: صفة ونسبة وغير صفة ونسبة.
فالصفة كقول الخنساء:(طويل النجاد رفيع العماد) أي مديدُ القامة، سيد كريم.
والنسبة كقولهم:(تأزرَ بالمجد ثم ارتدى) كناية عن نسبة المجد إليه.
وغير الصفة والنسبة كقول أحدهم:(أأيقاظٌ أميةُ أم نيامُ؟) كناية عن الحضَّ على التنبه للخطر.
وتنقسم الكناية باعتبار الوسائط إلى أربعة أقسام: تلويح وورمز وإشارة وتعريض.
فالتلويح ما كثرت فيه الوسائط نحو:(كثير الرماد) كناية عن الكرم.
والرمزُ ما قلت فيه الوسائط نحو:(غليظ الكبد) كناية عن القسوة.
والإشارة ما خفيت فيه الوسائط نحو:(المجد في برديه) كناية عن تأصله فيه.
والتعريض ما يفهمُ من السياق كقولك للمؤذي:(خير الناس أنفعهم للناس) .
[شواهد]
امرؤ القيس:
وتُضحي فتيتُ المسك حول فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطقُ عن تفضل