آلةُ العمر صحة وشبابٌ ... فإذا وليا عن المرء ولّى
يهون علينا أن تصاب جسومنا ... وتسلم أعراض لنا وعقولٌ
وإذاً ما خلا الجبان بأرض ... طلب الحرب وحده والنزالا
من أراد التماس شيء غلاباً ... واغتصابا لم يلتمسهُ سُؤالا
لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجودُ يُفقرُ والإقدام قتالُ
ذريني أنل مالا يُنال من العُلى
فصعب العلى في الصعب والسهل في السهل
تريدين لقيان المعالي رخيصة ... ولابد دون الشهد من إبر النحل
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدمُ
والظلم من شيم النفوس فإن تجدْ ... ذا عفةٍ فلعلةٍ لا يظلم
ومن العداوة ما ينالك نفعُه ... ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفتهُ من الفهم السقيم
وإذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجسام
على قدرأهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونهُ ... وصدق ما يعتاده من توهم
ولم أر في عيوب الناس عيباً ... كنقص القادرين على التمام
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الأنام ولو كانوا ذوي رحم
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن ... يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني
لولا العقول لكان أدنى ضيغم ... أدنى إلى شرف من الإنسان
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن