للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأي رجاء في امرئ شاب رأسه ... وأفنى شباباً وهو مستعجم فَدْمُ

يروح ويغدو الدهرَ صاحب بطنه ... تُركب في أحشائه الشحم واللحمُ

إذا سئل المحروم عن حال أمره ... بدت رُحضاء العيّ في وجهه تسمو

فهل أبصرت عيناك أقبح منظر ... من الشخص لا علم لديه ولا حلمُ

ومن مدمن شرب المدام وما درى ... بما في مناهي شربها ما أتى الحكمُ

هي الحالة الشنعاء فاحذر عقوبة ... أوائلها خزي وآخرها ذمُ

وخالط رواة العلم واصحب خيارهم ... فصحبتهم زين وخلطتهم غُنْمُ

ولا تعد عيناك عنهم فإنهم ... نجوم إذا ما غاب نجم بدا نجمُ

فوالله لولا الله ما اتضح الهدى ... ولا لاح من غيب السماء لنا رسمُ

ما أسلم ما قال:

تجاوزتُ حدّ الأكثرين إلى السها ... وجاوزت واستبقيتهم في المراكزِ

وخضت بحاراً ليس يدرك غورها ... وألقيت نفسي في فسيحِ المفاوزِ

ولججت في الأفكار ثم تراجع اخ ... تياري إلى استحسان دين العجائز

وما أرجى ما قال:

إلهي أنت تعلمُ أن عجزي ... بعفوك من عذابك يستجيرُ

وإني يا غنياً عن عذابي ... إلى أن لا تعذبني فقيرُ

وإنَّما حبّرتُ هذه الأوراق من محاسن هذا الشعر بما رقَّ وراق، لميل القلوب إليها وما في النفس من الإقبال عليها، كما قيل:

<<  <   >  >>