وعدة لباسه، مدحه على سيرته وأولاه صفاء سريرته، وأقطعه قرى متعدّدة وأكرمه بصلات متجددة، فلم يزل أميراً على الحجاز، وملكاً لها على الحقيقة لا المجاز، ولله در علي بن المقرب حيث يقول:
من سالم الناس لم تسلم مقاتلُهُ ... منهم ومن عاش فيهم بالأذى سَلِما
ما كلّ ساعٍ إلى الهيجاء يدركها ... من حكّم السيف في أعدائه احتكما
وهكذا فلتكن الهمم العلية، والشمائل العلوية، وبالجملة فإنهم المعنيون بقول القائل:
فتية لم تلد سواها المعالي ... والمعالي قليلة الأولادِ
وفيهم يقول مادحهم:
ويكاد من كرَمِ الطباع وليدُهم ... يهب التمائم ليلةَ الميلادِ
وإذا امتطى مهداً أفليس يُنيمُه ... إلا نشيدُ مدائح الأجدادِ
أو هم كما قال:
وكم فيهم محاسن وهي شتّى ... وأوصاف ألذّ من المدامه
فلا زالت على الأيّام تبقى ... محاسنُهم إلى يومِ القيامه
وقتادة المذكور هو ابن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن
سليمان ابن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحصن بن الحسن المثنّى بن أمير المؤمنين الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. وفيه قيل:
كانت قريشٌ بيضة فتفلّقت ... فالمُحُّ خالِصُه لعبد منافِ
الرائشون وليس يوجد رائش ... والقائلون هَلُمَّ للأضيافِ
وما أصدق ما قال:
أولئك الناس إن عُدّوا وإن ذُكروا ... ومن سواهم فلغو غير معدودِ
لو خلد الدهر ذا عز لعزّته ... كانوا أحق بتعمير وتخليدِ