للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جفن الدهر قذى، أو في حلقه شجاً وأذى، يدافعني نيل الأمنيّة، ويكاد يسلمني إلى المنية، قلت:

وكادت ديارُ الروم من فَرْطِ محنتي ... بما رحُبت غماً عليَّ تضيق

وأنا مع ذلك أدافع الأيام، وأعلل النفس ببلوغ المرام، متلفّعاً بالقناعة والكفاف، متقنعاً بالنزاهة والعفاف.

إذا قيل هذا منهلٌ قلتُ قد رأى ... ولكنّ نفس الحرِّ تحتملُ الظما

فما كلّ برقٍ لاحَ لي يستفزّني ... ولا كلّ من لاقيت أرضاهُ منعما

وقد ذكرت بتلك الأبواب الفسيحة الرحاب، المنيعة الجناب، بيتين لبعض الفضلاء، وهما قوله:

وأكرمُ من يدقّ البابَ شخص ... ثقيلُ الحملِ مشغول اليدينِ

ينوء إذا مشى ثقلاً وحملا ... ويدفع بابهُ بالركبتينِ

وما أصدق ما قال الزمخشري:

وإذا رأيت صعوبة في مطلب ... فاحمل صعوبته على الدينارِ

وابعثه فيما تشتهيه فإنَّه ... حجر يُليّن سائر الأحجارِ

وما أحسن ما قال:

دع السحر يا من تيَّم الحبّ قلبه ... فما السحر إلا في نقوشِ الدراهمِ

إذا ما دعوت الطيرَ لبَّاك مسرعاً ... بدرهمك المنقوشِ لا بالعزائمِِ

<<  <   >  >>