الحمد لله الذي أنزل القرآن تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. والصلاة والسلام على خير الأنام. سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد- عليه الصلاة والسلام- وعلى آله وصحبه الكرام .... أما بعد:
فإن القرآن العظيم هو الكنز الزاخر والبحر الوافر الذي لا تنقضي عجائبه، قد حوى لنا الكثير والكثير من العلوم والمعارف مما لا يمكن حصره مهما ظهر للبشر من علومه فإنه لا يزال به الكثير من المعارف والعلوم والحكم والتشريعات الإلهية، التي يستقيم بها أمر البشرية كلما غاصوا في بحوره واستخلصوا من معانيه. وقد جدّ كثير من أهل العلم في التحصيل من هذا البحر الزاخر قديما وحديثا، ومع هذا كله لم يزل بكرا.
ومن الذين أدلوا بدلوهم في هذا الميدان من المتقدمين. الإمام السيوطي في تأليف كتابه «الإتقان في علوم القرآن»، والإمام الزركشي في كتابه «البرهان في علوم القرآن»، والزرقاني في كتابه «مناهل العرفان» وغيرهم كثير من السابقين الذين ألّفوا في علوم القرآن.
وفي هذا العصر كتب الكثيرون في علوم القرآن ومنهم: فضيلة الشيخ منّاع القطّان، والشيخ الصابوني، والدكتور الذهبي وآخرون. ولم تزل علوم القرآن في حاجة إلى الإيضاح والبيان من أهل العلم والعرفان.
ومع علمي بأنني لست من فرسان هذا الميدان إلّا أنّ حبّي لكتاب الله تعالى وفهم معانيه والوقوف على بعض أسراره، مع رغبتي في تيسير فهم بعض أبواب علوم القرآن، فقد أدليت بدلوي في إيضاح بعض أبواب علوم القرآن بأسلوب سهل ميسور يدور فيه الحوار على شكل سؤال وجواب، حتّى يسهل على القارئ فهم ما بهذا المؤلّف من علوم القرآن العظيم.
ولقد أسميت هذا المؤلّف (نفحات من علوم القرآن) وأوردت فيه بعد كل باب