بأي كيفية من كيفيات الوحي. أما ألفاظه فمن عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم على الراجح ونسبته إلى الله تعالى نسبة للمضمون وليست نسبة للألفاظ. ولو كان لفظ الحديث القدسي من عند الله لما كان هناك فرق بينه وبين القرآن ولوقع به التحدي بأسلوبه والتعبد بتلاوته .. ويتضح من هذا أن الحديث النبوي من عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم قولا ومعنى. ينسب إليه بلفظه ومعناه. ولم ينسبه إلى الله عز وجل.
وأما الحديث القدسي فهو ما يضيفه الرسول صلّى الله عليه وسلم من الكلام إلى الله تعالى.
أي أن الرسول صلّى الله عليه وسلم يرويه عن ربه على أنه من كلام الله تعالى. والرسول صلّى الله عليه وسلم راو له فقط من عنده هو. وإذا ما رواه أحد من الصحابة يكون قد رواه عن الرسول صلّى الله عليه وسلم مسندا إلى الله تعالى.
مثال ذلك هذا الحديث (عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: يقول عن ربه. قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي. وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه) الصحيحان، فالرسول إذا تحدث بالحديث النبوي لم ينسبه إلى ربه جل علاه. وإذا تحدث بالحديث القدسي نسبه إلى الله تعالى. هذا وبالله التوفيق.
والله تعالى أعلم.
[أسئلة وتطبيقات]
س ١ - للحديث النبوي قسمان فما هما مع التوضيح؟
س ٢ - مما درست تبيّن لك الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي فما هو؟