[المتواتر والمشهور والآحاد والشاذ والموضوع والمدرج من القرآن الكريم]
س: ما هو المتواتر والمشهور والآحاد والشاذ والموضوع والمدرج من القرآن الكريم؟
ج: نبدأ أولا بتعريف المتواتر، فالمتواتر من القرآن العظيم: هو كل ما ثبتت قراءته عن النبي صلّى الله عليه وسلم، وأحسن ما قيل في تعريف هذا النوع ما قاله إمام القراء في عصره الإمام ابن الجزري، حيث قال في مستهل كتابه (النشر في القراءات العشر) معرّفا هذا النوع قال: (كل قراءة وافقت اللّغة العربية ولو بوجه منها، ووافقت رسم أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها، فهي قراءة صحيحة لا يجوز ردّها، ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل القرآن بها، ووجب على الناس قبولها سواء كانت هذه القراءة عن الأئمة السبعة القراء، أم عن الثلاثة المكملين للعشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة؛ كانت القراءة ضعيفة أو شاذة أو باطلة بصرف النظر عن أن تكون هذه القراءة عن القرّاء السبعة أم عن غيرهم ممن هم أكبر منهم. هذا هو القول الصحيح عند أئمة التحقيق والتدقيق من السلف والخلف، وقد صرح بذلك الإمام الداني ومكي والمهدوي وأبو شامة، وهذا هو مذهب أهل السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه.
ثانيا: المشهور: وهو ما صح سنده ولم يبلغ درجة المتواتر، ووافق اللغة العربية والرسم وكان مشهورا عند القراء:
وهذا النوع لم يعدّوه أهل الاختصاص من الغلط ولا من الشاذّ.
ويقرأ به على ما ذكره ابن الجزري في تعريفه، ومثاله: ما اختلفت الطرق في نقله عن الأئمة السبعة، فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض، والأمثلة على ذلك كثيرة في فرش الحروف المدوّن في كتب القراءات.
ومن أشهر ما صنّف في ذلك: كتاب التيسير للإمام أبي عمرو الداني، وقصيدة الشاطبية المسماة بحرز الأماني، والنشر في القراءات العشر، وتقريب النشر أيضا وكلاهما للإمام ابن الجزري رحمنا الله وإياه.