ج: المراد من معرفة بعض المفردات في القرآن الكريم. الوقوف على بعض أسراره الجليلة. حيث أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز. وهو تنزيل من حكيم حميد. هو الكتاب الجامع الشامل الذي أحصى كل شيء وبيّن كل ما يحتاج إليه الإنسان. ومن إعجاز القرآن وعظمته أن الآية فيه لها معان كثيرة. كما أن الجملة منه تحمل أكثر من
معنى. وهذا يدل على عظمة القرآن وشموله. وهذا الباب نتحدث فيه عن بعض مفردات القرآن العظيم وبيان ما ورد فيه باختصار من فهم بعض المفردات القرآنية. فالقرآن الكريم ورد فيه أعدل آية وأحكم آية وأجمع آية وأرجى آية. وهكذا من الأوصاف التي تحملها بعض آياته العظام.
فقد جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أعدل آية في القرآن قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وأحكم آية قوله تعالى فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ .. إلى آخرها. وأجمع آية في القرآن للخير والشر إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ الآية وأخرج الطبراني عن ابن عباس أنه قال: ما في القرآن آية أعظم فرحا من آية في سورة الغرف قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ الآية. وما في آية أكثر تفويضا من آية وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.
وأخرج أبو ذر الهروي في فضائل القرآن من طريق ابن يعمر عن ابن عمر عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إن أعظم آية في القرآن اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وأعدل آية في القرآن إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ الآية وأخوف آية في القرآن فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وأرجى آية في القرآن قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إلى آخرها وفي أرجى آية في القرآن أقوال كثيرة يعجز هذا المختصر عن سردها.
فارجع إن شئت التوسع في معرفة هذه الآية إلى كتاب الإتقان للسيوطي ص ٤٥١.
وأشد آية في القرآن العظيم في قوله تعالى لأهل النار أعاذنا الله وإياكم منها فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: ما نزلت على النبي صلّى الله عليه وسلم آية كانت أشد