للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تعريف المعجزة]

س: هذا في الإعجاز. فما هي المعجزة؟

ج: المعجزة: هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة- وكما عرفنا أن معجزة النبي صلّى الله عليه وسلم الكبرى كانت (القرآن الكريم) الذي تحدى به النبي صلّى الله عليه وسلم العرب جميعا مع فصاحتهم وبلاغتهم ونبوغهم، فإنهم قد عجزوا عن معارضة القرآن الكريم مع طول باعهم في الفصاحة والبلاغة. وقد ثبت أن النبي صلّى الله عليه وسلم تحدى العرب بالقرآن حينما كذبوه وعارضوه وقالوا إنه من صنع محمد، فطلب منهم- وهم عرب مثله- أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو بشيء من مثله فلم يقدروا ولم يستطيعوا. وقد سجّل القرآن الكريم هذا التحدي على مراحل ثلاث:

١ - تحداهم بالقرآن كله على أن يأتوا بمثله وهم أهل الفصاحة والبلاغة- فقال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (١). فلم يقدروا فتنزل معهم إلى ما هو دون ذلك.

٢ - تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله. حيث قال تعالى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ الآية (٢). فلم يستطيعوا فتدرج معهم إلى ما هو أقل من ذلك.

٣ - تنزل معهم في التحدي إلى أن يأتوا بسورة واحدة من القرآن- فما استطاعوا حيث قال تعالى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ (٣) ومع هذا لم يستطيعوا. ولقد كان سماع القرآن حجة ملزمة لهم حيث قال تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ (٤). سبحان الله الغالب.

وكان ما يحتويه القرآن الكريم من معجزات تفوق كل معجزة كونية سابقة ويغني عنها جميعها. وعجز العرب عن معارضة القرآن مع توفر الإمكانيات عندهم عجز


(١) سورة الإسراء آية رقم ٨٨.
(٢) سورة هود عليه السلام آية رقم ١٣، ١٤.
(٣) سورة يونس عليه السلام آية رقم ٣٨.
(٤) سورة التوبة آية رقم ٦.

<<  <   >  >>