ج: اعلم وفقني الله تعالى وإياك لما يحبه ويرضاه أن حفظ القرآن الكريم فرض كفاية على الأمة إذا قام به البعض سقط عن الباقين، بحيث لا ينقطع التواتر فإذا قام قوم بذلك ليبلغون القرآن سقط عن الباقيين، وإلا أثم الكل؛ لأنه لو انقطع التواتر انقطع السند المتصل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بأخذ القرآن الكريم من واحد إلى آخر حتى يصل السند إلى المصطفى صلّى الله عليه وسلم، وتعليم القرآن فريضة، وهو أفضل عمل يقرّب إلى الله تعالى كما جاء في الحديث الصحيح «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» رواه البخاري.
س: ما هي كيفية تعلم وتحمل القرآن الكريم؟
ج: لتحمل القرآن عند أهل الحديث وجوه منها:
السماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه والسماع عليه بقراءة غيره والمناولة والإجازة والمكاتبة والعرضية والإعلام.
فأما غير القراءة والسماع فسيأتي بيانه في محله، وأما القراءة على الشيخ مباشرة فهي الطريقة المستعملة عند السلف والخلف، وأما السماع من لفظه فيحتمل أن يقال به في هذا الحال؛ لأن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم رضي الله عنهم قد أخذوا القرآن من النبي صلّى الله عليه وسلم لكن هذه الطريقة- أي طريقة السماع- لم يأخذ بها أحد من القراء؛ وذلك لأن المقصود هنا إنما هو كيفية الأداء، وليس كل من سمع لفظ من شيخه يقدر على الأداء كهيئته بخلاف الحديث، فإن المقصود فيه المعنى أو اللفظ وليس بالهيئة المعتبرة في أداء القرآن الكريم، ولأن الصحابة رضوان الله عليهم كانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي منهم القدرة على الأداء للقرآن كما استمعوه من الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلم لأن القرآن نزل بلغتهم ولهجاتهم المختلفة، وهم أقدر من غيرهم على ذلك.
ومما يجعل القراءة على الشيخ ضرورة لأخذ القرآن الكريم ويكون دليلا على ذلك.