للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل في شهر رمضان من كل عام وفي آخر رمضان من حياته الدنيوية صلّى الله عليه وسلم عرض القرآن على جبريل مرتين، كما ورد في السيرة النبوية.

س: هل يجوز تعلم القرآن جماعيا؟

ج: نعم يجوز بحيث لا يخفى على الشيخ حالهم أثناء قراءتهم عليه ويستطيع متابعتهم واحدا واحدا ويردّ على كل منهم إذا أخطأ في شيء من القراءة، وقد كان الشيخ علم الدين السخاوي يقرأ عليه اثنان وثلاثة من الطلاب في أماكن مختلفة من القرآن في وقت واحد وهو يقوم بالردّ على كل منهم إذا لزم الأمر.

والقراءة من الحفظ ليست شرطا ولكنها أفضل، ولو قرأ من المصحف جاز ذلك.

س: هل للقراءة كيفية محددة؟

ج: نعم؛ فإن لقراءة القرآن كيفيات حددها أهل الأداء، وهي ثلاثة عند بعضهم:

الكيفية الأولى: التحقيق: وهو إعطاء الحروف حقها من الإشباع في المدّ والتحقيق للهمز وإتمام الحركات والإظهار والإدغام وبيان كل حرف وفكه من غيره.

وهذه الكيفية يعمل بها في مقام التعليم من غير أن يتجاوز فيه حد الإفراط؛ لأن ما زاد عن المطلوب لا يقبل، وقد قال الإمام حمزة لمن سمعه يبالغ في القراءة ويمطّط ويزيد: أما علمت أن ما فوق البياض برص، وما فوق القراءة ليس بقراءة، ويلحق بهذه الكيفية الترتيل وهو المستحب في القراءة؛ لأن مرتبة التحقيق تكون لرياضة الفم والتعليم والتمرين على إخراج الحروف من مخارجها وإعطائها كامل صفاتها، والترتيل يكون للقراءة مع التدبر والتفكر والاستنباط، وكما يقولون: كل تحقيق ترتيل، وليس كل ترتيل تحقيقا.

الكيفية الثانية: الحدر: بفتح الحاء وسكون الدال، وهو عبارة عن السرعة في القراءة وتخفيف المد فيها بالقصر مع مراعاة صحة اللفظ القرآني وتمكين الحروف دون بتر حروف المد واختلاس بعض الحركات وذهاب صوت الغنة والتفريط في الأداء لحد لا تصح معه القراءة ولا تستقيم معه التلاوة، والحدر مذهب من قصّر المنفصل.

<<  <   >  >>