للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شروط المفسّر وآدابه

[أولا: شروط المفسر]

س: ما هي شروط المفسّر للقرآن الكريم؟ مع ذكرها باختصار.

ج: شروط المفسر لكتاب الله تعالى قد ذكرها العلماء في عدة شروط نختصرها لك فيما يأتي:-

أولا: صحة العقيدة- لأن صحة العقيدة لها أثر كبير في نفس صاحبها، وما يتأثر به الإنسان يظهر في كلامه منطوقا ومكتوبا.

ثانيا: التجرد عن الهوى، فالأهواء تدفع أصحابها إلى نصرة مذاهبهم ولو كانت على غير حق.

ثالثا: أن يطلب تفسير القرآن بالقرآن، فإن بعض القرآن يفسر بعضه، فما أجمل منه في موضع، فإنه قد فصّل في موضع آخر، وما اختصر منه في مكان فإنه قد بسط في مكان آخر .. وهكذا.

رابعا: أن يطلب تفسير القرآن بالسنة النبوية، وذلك لأن السنة شارحة للقرآن وموضحة له، وقد ذكر القرآن الكريم أن أحكام الرسول صلّى الله عليه وسلم التي كان يحكم بها هي وحي من الوحي وقد بيّن ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ (١) الآية. ولهذا قال الرسول صلّى الله عليه وسلم «ألا إنّي أوتيت القرآن ومثله معه» (٢) أي السنة.

خامسا: أقوال الصحابة، لأنهم أدرى بذلك من مشاهدتهم للعديد من القرائن والأحوال والحوادث عند نزول القرآن الكريم، ولما لهم من خصوصية الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح مع الإخلاص الكامل لله ولرسوله. وقد روى الحاكم في المستدرك أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل على رسول الله صلّى الله عليه وسلم له حكم المرفوع، ولأنهم هم الأمناء الأول على الرسالة الإسلامية وكان الواحد منهم إذا


(١) سورة النساء آية رقم ١٠٥.
(٢) انظر الإتقان للسيوطي ج ٢ ص ١٧٦.

<<  <   >  >>