س: هل ترتيب الآيات والسور وأسماء القرآن وأجزائه وأقسامه توقيفي أم غير توقيفي؟
ج: الترتيب منه ما هو توقيفي ومنه ما هو غير توقيفي. وإليك بيان ذلك مفصلا:
[أولا: ترتيب آيات القرآن:]
ترتيب الآيات من القرآن الكريم توقيفي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وقد حكى بعضهم الإجماع على ذلك: منهم الزركشي في (البرهان في علوم القرآن) وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته إذ يقول: (ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلّى الله عليه وسلم وبأمره من غير خلاف بين المسلمين فقد كان جبريل عليه السلام يتنزل بالآيات على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضعها من السورة أو الآيات التي نزلت قبلها. فيأمر الرسول صلّى الله عليه وسلم كتّاب الوحي بكتابتها في موضعها ويقول لهم: (ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا). وعن عثمان بن أبي العاص قال:(كنت جالسا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره ثم صوبه ثم قال: أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية في هذا الموضع في هذه السورة) وهي: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ... (١) إلى آخرها. من هنا يتضح لنا أن ترتيب الآيات توقيفي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
[ثانيا: ترتيب السور.]
ترتيب السور اختلف فيه العلماء. فقيل إنه توقيفي تولاه الرسول صلّى الله عليه وسلم كما أخبره جبريل عن أمر ربه، فكان القرآن على عهد النبي صلّى الله عليه وسلم مرتب السور كما كان مرتب الآيات على هذا الترتيب الذي لدينا اليوم. وهو ترتيب مصحف عثمان الذي لم يتنازع أحد من الصحابة فيه. مما يدل على عدم المخالفة والإجماع عليه. ويؤيد هذا الرأي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قرأ بعض السور مرتبة في صلاته.