١ - فالنوع المحمود في التفسير بالرأي هو ما كان موافقا لقصد المشرع الحكيم، بعيدا عن كل ضلالة وجهالة متمشيا مع قواعد اللغة العربية متفهما لأساليبها في عرض الآيات القرآنية خاليا من الهوى والسمعة، فمن فسر على هذه الشروط كان تفسيره جائزا سائغا مفيدا. ما دام قصده ووجهته خدمة كلام الله تعالى وبيان معانيه بكل صدق وأمانة.
٢ - وأما التفسير المذموم، فهو أن يفسر القرآن بدون علم عنده أو يفسره حسب هواه ومقتضى مذهبه، مع جهله بمعرفة اللغة العربية أو التشريعات الإلهية، أو يحمل كلام الله تعالى على معنى لا يليق به، أو يخوض في الأشياء التي استأثر الله تعالى بعلمها. ويجزم بأن المراد من كلام الله كذا وكذا على غير حق، فهذا النوع من التفسير يسمى (التفسير المذموم) أو الباطل، ولا شك أن صاحبه يأثم بهذا العمل، ومما لا شك فيه أن تفسير القرآن العظيم لا يناله ولا يصل إليه من في قلبه بدعة أو كبر أو حب الدنيا أو ميل إلى المعاصي وفي هذا قال الله تعالى: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (١).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي