للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعلم من النبي صلّى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزها حتى يعلم ما فيها من العلم والعمل.

وكما ورد أن ابن عمر رضي الله عنهما (أقام على حفظ سورة البقرة ثمان سنين) أخرجه في الموطأ. وذلك لفهم أمر الله تعالى في قوله جل وعلا: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (١).

سادسا: أقوال التابعين، فإذا لم يجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة. فإنه يرجع إلى أقوال التابعين وقد رجع كثير من الأئمة إلى أقوال التابعين كمجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وقتادة، والحسن البصري وغيرهم، ومن التابعين من تلقّى التفسير عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

سابعا: أن يكون عالما باللغة العربية وفروعها، لأن القرآن نزل بلغة العرب، ولا بدّ للمفسر من معرفة مفردات الألفاظ عند الشرح. حتى لا يقول في كلام الله تعالى ما لا يجوز ولا يليق. وقد قيل في هذا (لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب).

ثامنا: أن يكون عالما بأصول العلوم المتصلة بالقرآن وعلم التوحيد، حتى لا يؤول آيات الكتاب العزيز التي في حق الله تعالى وصفاته تأويلا يتجاوز به الحق والصواب، كما يجب عليه أن يكون عالما بعلم الأصول، وأصول التفسير خاصة والناسخ والمنسوخ ونحو ذلك من العلوم التي تتعلق بالقرآن الكريم.

تاسعا: دقة الفهم- أو علم الموهبة- كما قال السيوطي في كتاب الإتقان، وهو الذي به يتمكن المفسر من ترجيح معنى على معنى آخر. وهذا علم يورثه الله تعالى لمن عمل

بما علم. كما ورد في الحديث الشريف: «من عمل بما علم ورّثه الله تعالى علم ما لم يعلم» وقد قال ابن أبي الدنيا: (علوم القرآن وما يستنبط منها بحر لا ساحل له. فمعرفة هذه العلوم القرآنية ضرورية للمفسر لأنها بالنسبة له كالآلة للصانع ولا يكون المفسر مفسرا إلا بتحصيلها) (٢).


(١) سورة ص آية رقم ٢٩.
(٢) انظر الإتقان للسيوطي ج ٢ ص ١٨١.

<<  <   >  >>