أنت ... ثم عاد مختتماً دعائه بتمجيده وتعظيمه بأنه وحده هو الغفور الرحيم.
هكذا يعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر ومن ورائه الأمة كيف يتوسلون إلى الله بأعمالهم الصالحة حتى يغفر ذنوبهم ويرحمهم برحمته الواسعة هذا مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تعليم أمته كيف تدعو ربها سبحانه وتعالى وكيف تتوسل إليه جل وعلا في الملمات والشدائد لتعلم علم اليقين بأنه لا ينقذها ولا يفرج كرباتها ولا يغفر ذنوبها وزلاتها إلا هو وحده لا شريك له.
هذه حقيقة مسلم بها بل هي أولى الحقائق ... فلا يعذر بالجهل بها أي مسلم ويجب أن تكون من بدهيات معلوماته الدينية ... وإلا فلا يكون إلا مسلماً تقليدياً ... لا يثبت على أمر من أمور دينه الذي هو عصمة أمره والجهل ما كان في يوم من الأيام عذراً مقبولاً عند الله تعالى لأن الجهل في العقيدة يؤدي إلى الكفر وصاحبه لا يدري إلى أين يقوده جهله.
فليهرع المسلمون إذن ... إليه تعالى في كل ما يلم بهم من ملمات فلا يدعوا في الشدائد إلا الله تعالى ولا يتوكلوا إلا عليه ولا يستعينوا إلا به ولا يستغيثوا بأحد غيره ولا يصرفوا أية عبادة من سائر أنواع العبادات إلا له جل جلاله وتقدست أسماؤه لأنه تبارك وتعالى هو مستحقها وحده لا شريك له ولا يتوسلوا إليه سبحانه إلا بما علمهم في كتابه وفي سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبما حضهم عليه من التوسلات التي شرعها عز وجل وبلغنا إياها عبده ورسوله وخيرته من خلقه وصفوته من عباده أبو القاسم محمد صلوات الله وسلامه عليه وتحياته ورحمت وبركاته فإذا أردنا أن ندعوا الله تعالى فلا نتوسل إلا بها ... لتكون من الأسباب المقبولة لاستجابة الدعاء إليه وبلوغ ما نتمنى منه ... من توفيق في الدنيا والآخرة ونصر على الأعداء مع ضرورة الأخذ بالأسباب التي شرعها الله وبالعمل المأمورين به ... بعد التوكل عليه تعالى في كل ما نفكر وما نعمل (وعلى الله فليتوكل المؤمنون).