لا أدعي قط ... أنه بحث جديد أو موضوع حديث ... بل هو قديم وسحيق في آفاق القدم ... فهو موجود منذ أن اصطرع الهدى والضلال على الأرض واختلف أهل كل فيها وقد يكون هبوط الرسالات ... وابتعاث النبوات ... سبباً موجباً ليوضح فيه طرق الحق من طرق الضلال ويسلك البشرية صراطاً مستقيماً فمن أخذ به من مشكاة النبوات ومصابيح الرسالات ... فقد تجنب الغي والضلال واتبع النور الذي لا يجتمع والظلام في قلب واحد. ومن سلك فيه السبل ... افترقت به عن سبيل الله التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
وهكذا فإن بحثنا اليوم ... يسير في صراط المرسلين والنبيين أسلوباً وهدفاً وغاية تحقق فيه على نهجهم ومسيرتهم ما دعوا إلى تحقيقه منذ آدم إلى محمد عليهم أفضل الصلوات وأتم التسليمات وأبرك التحيات.
إذا ... هو بحث في صميم الدعوة إلى الإسلام ... إن سلكت يا أخي فيه الحق والهدى كان القنطرة التي عليها تمر إلى جنات النعيم ... وإن سلكت فيه السبل ... أي غير طريق النبيين والمرسلين ... كان القائد والدافع إلى الهاوية التي هوى فيها من قبل ... من تنكب عن الطريق القويم وأزور عن الصراط المستقيم واختار على علم!!! خاتمة حذر منها ومن مغبتها المرسلون.
فاختر يا أخي المسلم ما ينجيك ... يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
منهجي في معالجة هذا الموضوع
اخترت لك يا أخي منهجاً في معالجة هذا الموضوع الهام ... بل البالغ الأهمية حرصت فيه أن يكون منهجاً واضح المعالم ووضعت لك على كل منعطف الصوى الظاهرة البينة والدلالات القائمة التي يراها كل ذي بصر وبصيرة وأشرت لك بأوضح الإشارات وأبين العلامات على كل مفترق سبيل الخير والحق والهدى من سبل الشر والباطل والضلال وما المعالم والصوى
والإشارات والدلالات والعلامات إلا: تنزيل رب العالمين وهدي خير الأنبياء