للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب)) ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً وذكروا أشياء ... فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه فقال: ((هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون)) فقام عكاشة بن محصن فقال: أدع الله أن يجعلني منهم. قال: ((أنت منهم)) ثم قام رجل آخر فقال: أدع الله أن يجعلني منهم. فقال: ((سبقك بها عكاشة))].

وقد رواه البخاري مختصراً ومطولاً ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي.

إن هذا الحديث مؤلف من حديثين اثنين .. الأول: عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: [أيكم رأى الكوكب البارحة - إلى قوله - قد أحسن من انتهى إلى ما سمع]. والحديث الثاني: قوله أي سعيد بن جبير: ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [عرضت علي الأمم ... إلى قوله - صلى الله عليه وسلم - ... ((سبقك بها عكاشة))].

وفي كلا الحديثين من المسائل والفوائد في الدين من عقيدة التوحيد ما ينفع المسلمين نفعاً عظيماً وقد لا يكون هذا الكتاب موضع تفصيلهما على عظم ما تضمنت من الفوائد الجليلة فلتراجع كتب السلفية التي شرحت هذا شرحاً مفيداً مفصلاً (١) إنما شاهدنا مما جاء في الحديث الثاني ... هو قول عكاشة:


(١) راجع كتاب التوحيد لشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب طيب الله ثراه وراجع شرحيه ((قرة عيون الموحدين)) و ((فتح المجيد)) لحفيده الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله.

<<  <   >  >>