شفاعة رسول الله في أي كمن يقول آمين عندما ينتهي الإمام من قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة. أي استجب دعاء الإمام فينا بقوله:(اهدنا الصراط المستقيم).
وكذلك الأعمى يقول: شفعني في قبول شفاعة رسول الله في ... فإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يدع له فكيف يقول: شفعني في قبول الله في لأن الهاء من قوله ((وشفعني فيه)) ضمير متصل تقديره هو عائد على الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
كل هذا ... يدل دلالة قاطعة جازمة على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دعا للأعمى وشفع فيه عند الله أن يرد إليه بصره ولا شك أن دعاء رسول الله مستجاب وقد استجاب الله له في الأعمى فرد إليه بصره وهو على كل شيء قدير.
وهذا عثمان بن حنيف - رضي الله عنه - يحدثنا:((فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأنه لم يكن به ضر)).
هذه قصة توسل الأعمى بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ليعافيه ... ويرد إليه بصره وإنها - كما رأيت - قصة صحيحة وفيها الدليل الواضح على مشروعية التوسل إلى الله تعالى بدعاء المؤمن لأخيه المؤمن ... إن كان الأعلى للأدنى أو الأدنى للأعلى وهكذا فقد ثبت بهذا الحديث ما أردنا إثباته من مشروعية توسل المؤمن إلى الله تعالى بدعاء أخيه المؤمن له وفهم أن معنى نبيك أي بدعاء نبيك.
أما الرد على من يتخذ هذا الحديث حجة في إثبات مشروعية التوسل الممنوع ... !! أي التوسل إلى الله بذوات المخلوقين (١) فسيكون ردنا على ذلك بعد قليل ي- إن شاء الله - رداً يستند إلى قواعد علم الحديث والمناقشة العلمية بالحجة الشرعية والبرهان المؤيد بشاهدين عدلين أعظم بهما من شاهدين عدلين: كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - هذا ما نرجو أن يوفقنا الله إليه
(١) راجع الصفحة ٢٣٦ - ٢٤٠ من هذا الكتاب تر الرد الموعود به إن شاء الله.