اختار الأعمى الدعاء على الصبر ... لا شك أن المجزوم به قطعاً ... أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا وعد وفى ... وقد وعد الأعمى بالدعاء ... إنما أراد أن يكون للأعمى عمل أيضاً ... وإن أنفع عمل له في هذا الوطن هو دعاؤه الله تعالى بمعافاته من ضره ... بالإضافة إلى دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له على أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يترك الأعمى يدعو بما يشاء دون أن يعلمه دعاء معيناً يدعو به ... فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ... وهذا عمل صالح يدعو بهذا الدعاء:
((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى. اللهم شفعه في)) - وفي رواية الترمذي - ((وشفعني فيه)).
هذا هو الدعاء الذي علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأعمى فذهب وتوضأ وأحسن وضوءه ثم دعا بهذا الدعاء ... كما علمه إياه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
وبينما كان الأعمى يتوضأ ويحسن وضوءه ... دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشفع له عند الله تعالى: أن يعيد له بصره كما وعده.
ولعل سائلاً يسأل: من أين علمت أن رسول الله قد دعا له ... ؟ بينما الحديث خلو من هذا العلم ... ولم يقل دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجواب.
نعم أن الحديث لم يخبرنا نصاً بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دعا له ... ولكن هذا مفهوم ولا شك من الحديث نفسه.
١ - إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد وعده بالدعاء ووعده حق وصدق.
٢ - قول الأعمى في آخر الدعاء: اللهم شفعه في أي يدعو الله تعالى أن يقبل شفاعة رسول الله فيه فلولا أن يكون قد شفع فيه لما دعا الأعمى أن يتقبل شفاعته - صلى الله عليه وسلم - فلا بد إذن من أن رسول الله دعا له وشفع له عند الله تعالى أن يرد عليه بصره وإلا فأي شفاعة يدعو الأعمى أن يتقبلها الله ... وممن يتقبلها ... ؟
٣ - وفي رواية الترمذي:((وشفعني فيه)) أي وأقبل شفاعتي بقبولك