للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاستسقاء عملية توسل بدعاء المستسقي فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي استسقوا بدعائه حالة حياته ولم يعد بالإمكان أن يدعو ... كان بدهياً وجوب التفتيش عن غيره ليستسقي لهم ... فاختار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب العباس بن عبد المطلب ... ثم علل اختياره له بقوله: ((اللهم كنا نتوسل إليك بنبينا - صلى الله عليه وسلم - فتسقينا. وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)).

أجل ... إنه علل اختياره: أولاً: لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قضى، ولم يعد يدعو. ثانياً: لأن العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - أما الفضل والسابقة والروع فيوجد في المسلمين من هو أفضل من العباس إنما قرابته من رسول الله كانت السبب باختياره للدعاء ولم يعلم أحد من الصحابة خالف عمر أو اعترض عليه فكان ذلك إجماعاً والإجماع أحد أصول الشريعة الأربعة الذي تقوم به الحجة إذاً فاختيار عمر للعباس للاستقاء بدعائه كان عملاً صحيحاً ومشروعاً وهو من نوع توسل المؤمن بدعاء أخيه المؤمن.

فبعد أن كلف عمر العباس بالاستسقاء قال: ((أدع يا عباس ... )) وهنا نترك المجال ونتخلى عن موقف الكلام في الاسترسال بهذا البحث للحافظ ابن حجر العسقلاني ((أمير المؤمنين)) في الحديث ليروي لنا في كتابه: ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) صيغة الدعاء الذي دعا به العباس - رضي الله عنه -.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه ((فتح الباري)): ((وقد بين الزبير بن بكار في [الأنساب] صفة ما دعا به العباس لما استسقى به عمر. قال:

[اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك ... وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث] فأرخت كالجبال)).

هذا هو دعاء العباس ... وإنك يا أخي لترى أن العباس توسل إلى الله بالاعتراف باقتراف الذنوب ثم التوبة منها وهذا من أجل الأعمال الصالحة. وكان العباس - رضي الله عنه - يدعو ... والمسلمون يؤمنون ... فلم يضعوا أيهديهم حتى أرخت السماء مطراً كالجبال بإذن الله.

<<  <   >  >>