هذا هو هدي السلف في الاستسقاء ... وهكذا كان المسلمون كلما قحطوا أو أجدبوا يظهرون إلى خارج مدينتهم ويستسقون بدعاء صالحيهم فقد استسقى المسلمون في عهد معاوية - رضي الله عنه - بيزيد بن الأسود. وهكذا إلى زمننا هذا يستسقون بصالحيهم أي بدعائهم كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكما فعل العباس بن عبد المطلب ويزيد بن الأسود وسواهم إلى يومنا هذا ...
على أن (البعض.!!؟) قد بدل هدي السلف الصالح في الاستسقاء المنوه عنه إلى قراءة كتاب صحيح البخاري بتمامه ... فتوزع أجزاؤه على الحاضرين فيقرأ كل شخص جزء وهكذا ... زاعمين أن بقراءة حديث صحيح البخاري يكون الاستسقاء ويمطرون متجاهلين سنة الرسول الأعظم والسلف الصالح في ذلك وهي كما تقدم خروج المسلمين إلى المصلى خارج البلد حين تعلو الشمس متواضعين متبذلين متخشعين مترسلين متضرعين فيصلون ركعتين بإمامهم ثم يدعو أحد صالحيهم على النحو المتقدم الذكر ... وعندما يعودون يقلبون أرديتهم ظهراً لبطن إشارة للتبذل والخضوع لله تعالى.
على أن هذا الحديث نفسه يحتج به (البعض .. ؟.) أي حديث استسقاء العباس على جواز التوسل بذوات المخلوقين كأنهم فهموا أن المسلمين أن المسلمين توسلوا إلى الله بشخص لا بدعائه وسنفرد المرد على ذلك صفحات قادمة إن شاء الله (١) ... فتظهر الحقيقة واضحة ويتضح أن الدعاوى المجردة لا تنفع.
أما الحقائق العلمية القاطعة التي يتألق منها الحق بهياً أبلج ساطعاً وتتفتح على نوره العيون التي أغمضها الباطل ردحاً من الزمن وتستنير به القلوب التي كانت ترتقب دفق دم الحياة لتخفق به أبداً وتتخذ من الأيدي الأمينة التي قصر بها ضعف الأنصار وقلة المحبين وندرة السالكين أنصاراً وأحباباً نعم هذه الحقائق العليمة سينفذ نورها إلى كل قلب إن شاء الله فيولي الباطل مهزوماُ مرذولاً ... ويحل الحق في هذه القلوب يملأها هدى