للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أجل الأعرابي إذا لم يغفر الله له ... !!!؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.

٤ - ثم يقول الأعرابي في دعائه: [وأنت يا رب أكرم من أن تغضب حبيبك] فجعله محابياً ... !! لأن عدم المغفرة لا يكون إلا بسبب ... وذلك لفعل فعله الأعرابي وذنب قد أرتكبه ... فكان عدم المغفرة جزاء وفاقاً ... فإن تحول الله سبحانه من عدم المغفرة ... إلى المغفرة صار محاباة لرسوله يتقى بها غضبه ... وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

ألا إن المحاباة خلق ذميم ... وأن أى إنسان إذا قلت له: يا محابي ... غضب منك ولو كان يعلم من نفسه فعلاً أنه محاب، لأن صفة المحاباة صفة ذم ... فكيف ينسبونها لرب العالمين ويصفونه بها ... سبحان الله الملك القدوس له الأسماء الحسنى والصفات العلى، ولا يفاضل بين أحد من عباده إلا بالتقوى ... لا من أجل نبي ولا ملك ولا أحد من خلقه.

٥ - يقول الأعرابي: [إن العرب إذا مات فيهم سيد، أعتقوا على قبره. وإن هذا سيد العالمين، فأعتقني على قبره يا أرحم الراحمين] يريد واضعو هذا الخبر ... أن يدسوا على المسلمين هذا الدعاء .. فيدعوا به أملاً منهم أن يسقطوهم في هوة سحيقة من عدم معرفة حق الله عليهم وإليك البيان:

إذا قال أحد الناس لشخص آخر: اقتد بفلان ... فمعنى ذلك أن فلاناً في مكانة محترمة ويكلفه أن يقتدى بأعماله التي سودته، وجعلته في تلك المكانة ... فمعنى ذلك أن المكلف بالاقتداء به دون مكانة وإلا لما حرضه على الاقتداء به ... إذن فهم أن المقتدى به أعظم وأفضل من المقتدى. وهذا مسلم به ولا شك.

فتعال يا أخي ... ولنمعن في قول الأعرابي ... نر أنه يطلب من الله أن يفعل ما يفعله العرب. إذا مات فيهم سيدهم من العتق على قبره بمعنى أن يقتدى بفعل العرب ويعتق الأعرابي على قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فتعال يا أخي وأنظر ... من هو المقتدى ... ومن المقتدى به في هذا الدعاء ... ؟ أليس المقتدى هو الله ... والمقتدى بهم هم العرب ... ؟

لا أستطيع أن أزيد على هذا البيان ولا كلمة واحدة إلا أن أقول: نعوذ

<<  <   >  >>