باله من الكفر وسوء الخاتمة، ونعوذ به تعالى من الزندقة المبرقعة في أثواب التقى الكاذب الخداع.
٦ - كما إن العرب يعتقون العبيد على قبر سيدهم تقرباً إلى الله ... فكذلك يطلب الأعرابي من ربه أن يعتقه على قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن تقرباً لمن ... ؟ ألا إن شاء الله أعظم من أن يتقرب إلى أحد وهو الغني عن العالمين.
٧ - إن المعروف من قواعد التأدب مع العظماء إذا كنت في حضرتهم لا يجوز أن تذكر أحداً بسيادة أو تعظيم من عبيدهم دونهم ... ولا شك أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - سيدنا ... ولكن لا ينبغي عندما نناجي السيد الأعظم وهو الله تعالى أن نذكر أحداً بسيادة أثناء دعائه ... ولذلك جاءت الصلوات الإبراهيمية خلوة من التسييد لأنها دعاء لله تعالى في الصلاة على عبده ورسوله محمد. فالسيادة في موقف الدعاء ... كلها لله تعالى فهو السيد الأعظم تبارك وتعالى وتقدس. وليس من التأدب مع الله دعائه أن نذكر عبده محمداً بأنه سيد العالمين وإن كان هو كذلك.
٨ - الأعرابي كما تبين تكلم بكلمات طامات وأباطيل وتشكيكات ظهرت لك يا أخي بينة واضحة، وهو كما علمت مجهول الهوية بل هو شخصية موهومة أخترعها واضعوا هذا الخبر .. فلو فرضنا أن ليس في أقوال شئ يؤاخذ به عليه، وأنه معروف الهوية مثلاً ... فليس هو حجة حتى تتبع أقواله ... وليس في أقواله آية حجة على المطلوب فكيف إذا كانت أقواله من الكفر والزندقة على شئ عظيم .. ؟
٩ - لقد أثبتنا أن أقوال الأعرابي على جانب عظيم من الانحراف عن أساس ما جاء به القرآن الكريم، فلو عرضناهم بنداً بنداً وجملة جملة، وكلمة كلمة ... على القرآن والسنة ... لوجدنا فيها تجافياً كبيراً عما جاء فيهما من الحق. فإذا كان الأمر كذلك .. فأى حجة في هذا الخبر على المطلوب من أنه يجوز التوسل بذوات المخلوقين ... وهل من دليل أقوى إثباتاً وحجة على بطلان (دعوى القوم ... ) من هذا الخبر ... وأى حجة قامت به على صحة دعواهم ... . اللهم