ولكن يجب على الذي أنعم الله عليه بالعلم أن يشكر الله على ذلك بأن يعطي العلم حقه ومستحقه من الفهم والدراية واتباع النصوص الشرعية وعدم العدول عنها إلى خرافات وترهات فإن فعل ذلك وتمسك بالحبل المتين والعروة الوثقى يكون قد شكر الله على ما أفاء عليه من نعمة العلم والفهم أما أن يحرف أو يبدل أو يخرف ويعزف عن النصوص إلى هواه فهذا ليس شأن العلم والعلماء ولا طريق أهل الإيمان وعلى كل فإن الرجل لاقى ربه ونرجو أن يكون قد تاب إلى الله قبل الموت وأحسن العمل.
ولنعد إلى النظر في هذه الرؤيا المعزوة إلى الإمام الترمذي رحمه الله.
١ - ليس لهذه الرؤيا سند متصل صحيح بالترمذي لينظر فيه.
٢ - ليست الرؤى حججاً شرعية ولا أصلاً من أصول الدين لا سيما إذا كانت مخالفة لنص الكتاب والسنة.
إننا نجل هذا الإمام الجليل عن الأخذ بمثل هذه الرؤيا وهو من رجال السنة العظام الناصرين لهذه السنة النبوية المطهرة فلا يعقل البتة أن ينصر مثل هذه الترهات وإن الكذابين والوضاعين يستفيدون من سيرة أمثال هؤلاء الأفذاذ وينسبون إليهم أقوالاً هم بريئون منها ولكن حتى يوهموا العامة أن ما نسب إلى مثل هؤلاء الجبال من العلم صحيح فالعامة ولا شك ليس عندهم الفقه اللازم والعقل الكامل المستنير ليفحصوا مثل هذه الأخبار الملفقة فينظروا إلى من هي معزاة فإن كان عزوها إلى عالم جليل معروف اطمأنوا إليها وأخذوها بالقبول فإذا تقادم عليها العهد فقد يأخذ بها بعض الخاصة أيضاً.
وهكذا كان تسرب مثل هذه الأكاذيب إلى الناس وهذا سبيل الكذابين الوضاعين الذي لا يخافون الله.
إذاً فالإمام الجليل أبو عيسى الترمذي صاحب السنن بريء من هذه الرؤيا المعزوة إليه إننا نتهم أولئك الكذابين بجريمتهم هذه ونتحداهم أن يأتوا بسند صحيح متصل إلى الإمام الترمذي.
إن الله تعالى أنعم على هذه الأمة بأن تولى لها حفظ دينها وأكمله لها وأتم