للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليها به النعمة ورضيه لها ديناً فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً (اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليم\كم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) ٣/المائدة. فلسنا محتاجين بعد هذا إلى رؤى ومنامات تنقض لنا ديننا.

وعلى فرض صحة وقوع مثل هذه الرؤيا فصحة وقوعها شيء وصحة ما يترتب عليها من أحكام شيء آخر إلا إذا كانت مؤيدة لما في الكتاب والسنة من إحكام ولا تخالف أصلاً من أصول الدين هناك علماء بتفسير الأحلام يفسرون لمن رأى حلماً لماذا يرمز حلمه ما هنالك وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين.

قد يكون للشيطان دخل بمثل هذه الرؤى والمنامات فكثيراً ما يدخل الشيطان على ضعاف الأحلام والجهال بأن يتمثل لهم بأشكال مختلفة ويضلهم عن سواء السبيل ولكن الإمام الترمذي الجليل هو أجل من أن تمشي عليه أحابيل الشيطان فلا يعقل أن تدخل عليه مثل هذه المنامات وهو يعلم أنها مخالفة للشرع لأن الله تعالى لا يقبل واسطة أحد بينه وبين خلقه إلا فيما اختار من عباده من الأنبياء والرسل ليكونوا واسطة تبليغ الوحي فقط.

إن هذا الدعاء الوارد في هذه الرؤيا الموضوعة تظهر عليه مسحة الصنعة ظاهرة جلية وإن صنعة السجع الظاهرة عليه هي من جملة الأسباب التي كشفت وضع الرؤيا وكذبها فإن ضرورة السجع الذي يلجأ إليها بعض الكذابين في حياكة ألفاظهم وسيلة من الوسائل للتأثير على الأسماع واستحسانها لفظاً فيؤثر هذه الاستحسان اللفظي على استحسانها معنىً وهذا غالباً ما يكون تأثيره على العامة فأما الذين نور الله أبصارهم وبصائرهم يعرفون صحتها من زيفها هم الذين يكشفون هذا الزيف فخذ مثلاً هذه الرؤيا فقد اضطر من حاك ألفاظها أن يجره السجع إلى مخالفة مراتب الأشخاص الواردة أسماؤهم في الرؤيا ... .

إنه يقول: (إلهي بحرمة الحسن وأخيه وجده وبنيه وأمه وأبيه) فحتى ينتظم السجع قدم الحسن وأخاه الحسين على جدهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم قدم ذرية

<<  <   >  >>