كما أن الله تعالى أرشد عباده المؤمنين إلى توسل إليه جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى .. فقد أرشدهم كذلك إلى نوع آخر من التوسل المشروع وهو: التوسل إليه بالأعمال الصالحة أي توسل المؤمن إليه عز وجل بأعماله وطاعاته المقبولة عند الله تعالى وآية القبول: أن تكون خالصة لوجهه تعالى وأن تكون طبق ما أمر فإذا جمعت الأعمال هذين الشرطين فهي مقبولة عند الله تعالى وإنك يا أخي المسلم تستطيع أن تعلم فيما إذا كانت أعمالك مقبولة أو غير مقبولة. فانظر فيها وتأملها ... أهي خالصة لوجه الله لا رياء فيها ... ولا حباً بسمعة وإطراء من قبل الناس؟ ثم أهي موافقة للأمر الذي أمره الله تعالى في كتابه وسنة نبيه لا بدعة استحسنتها ... ولا رأياً أو هوى تعلق به قلبك دونما دليل شرعي ... فإذا كانت لوجه الله، وطبق ما أمر فأبشر فإن عملك مقبول فتقدم وتوسل به إلى الله تعالى ثم ادعه بما شئت فإن الله تعالى يستجيب لك عاجلاً أو آجلاً متى شاء.
وكما أنني وضعت أمام ناظريك أمثلة وأدلة من القرآن الكريم والسنة الصحيحة على التوسل إليه تعالى بأسمائه وصفاته العلى ... فكذلك سأضع أيضاً أمامك أمثلة وأدلة من القرآن والسنة على التوسل إليه تعالى بالأعمال الصالحة وسأبدأ - كما فعلت في الفصل الأول - بذكر الأدلة القرآنية على التوسل إليه جل وعلا بالأعمال الصالحة التي يفعلها المؤمن طاعة لله كما أمر ولوجهه الكريم وإن الآيات التي تدل على ذلك إن هي إلا تعليم من الله تعالى لكي نتأسى بمن عمل بهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومن إخواننا المؤمنين والمسلمين الذين سبقونا بالإيمان حتى نقتدي بأعمالهم ونهتدي بها لنفوز بما فازوا به من الرضوان والقبول منه تبارك وتعالى وتقدس.
الأمثلة والأدلة من القرآن الكريم كثيرة جداً ... وحسبنا أن نختار لك بعض آيات نضعها أمام عينيك لتكون لك يا أخي مثالاً تحتذيه وأدلة تطمئن بها نفسك ويستيقنها فؤادك وتكون لك أبداً حجة تحتج بها في كل مضمار تتعرض فيه للنقاش في هذا السبيل وتدعو إلى الحق الذي وضح لك سناه واستبان هداه.
قلت إن الأمثلة والأدلة من القرآن الكريم على التوسل إليه تعالى بالأعمال