الصالحة كثيرة ولعل أعظمها دلالة وأصدقها مثلاً على هذا النوع من التوسل المشروع هو ما أرشدنا الله تعالى إليه في سورة الفاتحة الجليلة العظيمة التي هي أم الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني فإن هذه السورة العظيمة أجملت ما في القرآن من المعاني ... ولعل القرآن وما فيه من التوحيد والأحكام والأخبار شرح لما حوت سورة الفاتحة ..
أجل إنه شرح مفصل وأكرم به وأعظم من شرح وأكرم وأعظم بالفاتحة من مقدمة جليلة شاملة داعية إلى هذا الكتاب الجليل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وها أناذا واضع أمام عينيك هذه السورة الكريمة ... فلندرسها معاً في صدد ما نحن فيه من بحث التوسل بالأعمال الصالحة ... فهي توسل إليه تعالى بالأسماء الحسنى كما هي في نفس الوقت توسل بالأعمال ... فهي شاملة لذلك كله ولكننا استشهدنا بها في هذا الفصل لأنها تتعلق في أكثر معانيها ..